هذه الاسطورة لابد انك سمعت بها في مكان ما ففي مصر توجد النداهة و في الخليج العربي توجد أم دوريس و في اليابان توجد ذات الفم الممزق و في المغرب توجد "عيشة قنديشة" الاسم الذي عند ذكره ترتعش اجساد الناس رعبا تلك الجنية التي تتغذى على دماء الرجال ولكن على عكس الأساطير الاخرى فالبعض يؤمنون حقا ان عيشة قنديشة تعيش معهم و تتجول أثناء الليل بردائها الأبيض و اقدامها التي تشبه اقدام الماعز بحثا عن بعض الضحايا لسفك دمائهم.
في الواقع بعد بحوث كثيرة تم التوصل إلى أن عيشة قنديشة هي الكونتيسة عائشة الموريسكية التي تم طردها بواسطة البرتغاليين من الأندلس، فأرادت الانتقام من أجل أهلها الذين قتلوا، كانت تستدرج البرتغاليين بجاذبيتها و جمالها ثم تذبحهم مما نشر الرعب لدى البرتغاليين، وشاركت فالعديد من المعارك مع المغرب أظهرت فيها براعتها و شجاعتها.
يُقال بأنها قُتلت في القرن السادس عشر ضد البرتغاليين و لم يتم العثور على جثمانها.
تعددت الأقوال حول هذه الاسطورة و امتزج الخيال بالواقع و في النهاية تذكر ألا تقول اسمها بصوتٍ عالٍ يا لعلها تختبئ في مكان ما!
اصبحت عيشة قنديشة موضوع بحث ثري لعدد كبير من علماء الاجتماع والأنثربولوجيا في العالم مثل الباحث الفنلندي وسترمارك westermark (1862/1939) الذي قارن بين هذه الجنية المرعبة وبين"عشتار" آلهة الحب القديمة التي كانت مقدسة عند المصريين و أيضا لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط وبلاد الرافدين من القرطاجيين والفينيقيين والكنعانيين الذين كانوا يقيمون على شرفها طقوساً مقدسة، وافترض أن تكون عايشة قنديشة هي ملكة السماء عند الساميين القدامى حيث اعتقدوا أنها كانت تسكن العيون والأنهار والبحار والمناطق الرطبة بشكل عام. وتناولها أيضاً عالِمُ الاجتماعِ المغربي ذو الأصول الفرنسية بول باسكون Paul Pascon (1958/1932) في كتابه "أساطير ومعتقدات من المغرب"
و توجد أيضا اسطورة مشابهه في قرى المغرب تسمى ببغلة القبور تخرج في الظلام من المقابر و تركض على الطريق حتى طلوع الشمس ان قابلت رجلا أثناء سيرها تحمله و تعود به الى المقابر و تحفر له قبرا و تدفنه حيا.
يُقال ان بغلة القبور هي امرأة قتل زوجها ولم تلتزم بشهور العدة و بسبب عدم التزامها يقال أنها أصيبت بلعنة.
المصادر :
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D8%A9_%D9%82%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D8%A9