جميع
القتلة المتسلسين اواي قاتل عموما يستغل هدوء و ظلمة الليل لكي ينقض على ضحاياه لكن محمد آدم كان يقتل و يغتصب النساء في النهار في احدى الجامعات قد تفكر انها جامعة مهجورة لا انها جامعة مزدحمة بالطلاب و المعلمين كيف ذلك و كيف يستطيع القتل في وسط الناس ؟؟
من هو سفاح صنعاء ؟
محمد آدم كان يعمل كفني تشريح في جامعة ام درمان في الخرطوم بالاضافة الى عمله كمغسل للموتى ،انتقل الى اليمن عام 1995 ليعمل كفني تشريح ايضا في كلية الطب بجامعة صنعاء و لقد تم قبولة بسبب خبرته في التعامل مع الجثث و كان يسكن في شقة قريبة من الجامعة مع زوجته حواء، عندما كان عمره سبع سنوات اغتصبت أمه امام عينيه ثم قام والده بقتل المغتصب و تقطيعه الى اشلاء و دفنه في حظيرة الاغنام . لقد كبر
محمد آدم ليصير هو المغتصب و يقطع ضحاياه الى اشلاء .
كيف يفعلها في وضح النهار
أحد ضحايا السفاح (حُسن أحمد عطية ) والدها مزارع فقير قام ببيع جميع ممتلكاته في القرية لكي ينتقل مع ابنته الى العاصمة و يجعلها تكمل تعليمها رغم معارضة اخوانه و في رأيهم ان الفتاة يجب ان تتزوج . لم تخيب (حُسن ) ظن والدها و اجتهدت في دراستها و في أحد الايام تحديدا 19/4/1999 ذهبت (حُسن) لحضر بعض القراص المدمجة التي وعدهها بها فني المشرحة (محمد آدم) و بينما كانت تخرج النقود لتعطيها له قام في حركة سريعة بكتم انفاسها بقماشة تحتوي على مادة مخدرة ، ثم سحب الفتاة المسكينة الى داخل المشرحة و قام باغتصابها عدة مرات قبل ان يذبحها ،وبعد ان ذبحها تركها تغوص في دمائها بينما هو يعد عدته لكي يقطعها و ينزع احشائها ، قام بوضع الكبد و الكلى في اوعية بها مواد حافظة ، ثم فصل الرأس عن الجسد و وضعها في وعاء اخر به مواد حافظة ، قام بنزع اللحم عن العظم و ألقى اللحم في حوض كبير به احماض لتذيبه ، وكان يأخذ العظام يصنع بها هياكل عظمية التي يدرس عليها الطلاب ، و بالطبع من الطبيعي ان تجد في المشرحة اعضاء بشرية و عظام فلن يشك احد في شيء .
تأخر الوقت و بدا الأب يقلق على ابنته و ماذا عساه يفعل وهو غريب في العاصمة ذهب الى مرطز الشرطة و لم يعيروه اهتماما و أخبروه أنها ربما هربت مع عشيق لها . لم يقتنع الأب بهذا الكلام وذهب للجامعة باحثا عن ابنته لكن دون جدوى و ظل يجوب الشوارع باحثا عنها ليل نهار حتى مات بعد عدة اشهر حزنا على ابنته الغالية .و مرت الأيام و نسوا الناس (حُسن ) و كأن شيئا لم يكن .
الضحية الأخيرة
(زينب سعود عزيز ) طالبة عراقية انتقلت الى صنعاء مع أمها و أخواتها ، تدرس عامها الاول في كلية الطب ، كانت تعاني من بعض المشكلات في الدراسة مما جعلها تدفع مبلغ مالي كرشوة لكي تنجح في بعض المواد ، وكان (محمد آدم ) هو الوسيط و لكنه خدعها بعد ان أخذ منها نبلغ مالي كبير ، فقامت والدتها بتقديم شكوى ضده فأوقفته إدارة الجامعة لفترة ثم أعادوه للعمل ، نسي الجميع ما حدث و بعد فترة احتاجت زينب لنموذج جمجمة من اجل دراستها و كان ذلك في يوم 13/12/1999 بعد أن أنهت زينب محاضراتها ذهبت الى السفاح الذي كان في انتظارها و استغل أنها كانت وحدها فضربها ضربة اسقطتها ارضا و فقدت الوعي ،شرع السفاح في أعماله الوحشية ،قام باغتصاب الفتاة ثم ذبحها و فعل كما يفعل دائما ليتخلص من الجثة .
كانت والدة زينب تنتظرها لتناول الافطار فقد كان ذلك في شهر رمضان و لكنها لم تعد ، اتصلت بها كثيرا و كان هاتفها مغلق فاتصلت بصديقتها و أخبرتها ان زينب كانت ستذهب الى المشرحة لتحضر شيئ ثم تعود للمنزل ، فبدأت الشكوك تتسلل لنفس الأم و تذكرت ما حدث مع عامل المشرحة و أنه ربما اراد ان ينتقم .
ذهبت الام مع ولديها لمركز الشرطة و لكنهم اخبروها انها ربما هربت مع عشيقها ظلت الام تدافع عن ابنتها و لم تياس و تنقلت من قسم لآخر و حتى انها دفعت رشاوي لرجال الامن لكي يتحركوا ، و في يناير عام 2000 تحرك رجال الامن ليفتشوا الجامعة و المشرحة و لم يجدوا سيء لكن اصرت الام ان ابنتها لم تغادر الجامعة و اتهمت محمد آدم أنه السبب وراء اختفاء ابنتها و طلبت من القسم الجنائي اعادة تفتيش المشرحة و هنا كانت الصدمة وجدوا العديد من رؤوس النساء و طلبوا من أم زينب أن تأتي للتعرف على رأس ابنتها و انهارت الام من هول ما رأته و تم إلقاء القبض على السفاح محمد آدم .
السفاح في قبضة العدالة
و في أثناء التحقيق اعترف
السفاح محمد آدم أنه قتل 16 فتاة اخرى 11 منهن طالبات في الجامعة و الاخرين كان يستدرجهم الى الجامعة و يقتلهم ، و قال أيضا أنه كان يبيع ذهبهن حيث أنه باع خاتم ب 30 ألف ريال و حزام من الذهب ب 130ألف ريال ، و قال أن زوجته حواء بريئة من كل هذا ,ان التي كانت تبيع الذهب هي عشيقته (ياسمين) و بعد أن اختلف معها على المال قتلها و اخرج الجنين و وضعهفي مادة حافظة في المشرحة و كانت قد وجدته الشرطة و قال أن هذا الجنين ابنه ، و قد اذهل المحققين باعترفاته فقد اعترف أنه قتل 11 فتاة بينما كان يعمل في جامعة أم درمان بالسودان ، و اعترف ايضا أنه سافر الى الكويت و تشاد و افريقيا الوسطى ، وأنه عضو في عصابة لسرقة الاعضاء و كانوا يأخذون منه الكلى مقابل 50 الف ريال وذكر اسماء اطباء يعملون في نفس الجامعة . و عندما سأله المحققون عن عمله ، قال أن المشرفين عليه لم يكنوا يحضروا وتركوا له مطلق الحرية و كان يتخلص من بعض ضحاياه بان يدفنهم بعد أن تصدر الكلية تصاريح الدفن بحجة أنها أعضاء بشرية لم تصلح للدراسة و أخبر الشرطة بأماكن الدفن ، وأما الرفات التي وجدوها فاكتشف القسم الجنائي أنها تعود إالى 8 فتيات . كما حكمت المحكمة بدفع تعويضات من الجامعة لأهل الفتيات حُسن و زينب و تم تسمية القاعتين القريبتين من المشرحة على اسم الفتاتان .
نهاية سفاح صنعاء
بعدما دققت الشرطة في اعترافات هذا السفاح وجدوا فتيات أحياء من بين الأسماء التي ذكرها و لم يجدوا بعض الأسماء التي ذكرها في سجل الجامعة من عام 1995 الى عام 2000 ، و ايضا تم نفي أنه عمل بمشرحة في أم درمان و أنه لم يسافر سوى لليمن ، حتى أنه ادعى أنه يعمل جسوسا لإسرائيل . حكمت المحكمة عليه ب 80 جلدة حدا لشرب الخمر و الاعدام بالرصاص .
و في الساعة التاسعة و النصف بتاريخ 20يونيو 2011 تحركت قوات الأمن الى وسط ساحة بجانب الجامعة و قاموا بجلده 80 جلدة ثم اعدموه رميا بالرصاص .
هناك العديد من الضحايا لم يتحدث أهلهم باعتبار أن هذه فضيحة ، ظلت هناك تساؤلات حول تلك القضية حيث أنه لم يتم التحقيق في أسماء شبكة نقل الأعضاء التي ذكرها السفاح و أين كان المسئولون عن المشرحة عندما كان يقوم السفاح باغتصاب و ذبح النساء ؟
كيف كان يطلب (الهيدروكلوريك اسيد ) و مواد التحنيط (الفرمولداهيد ) بكميات كبيرة دون أن يثير الشكوك ؟ و الكثير من الأسئلة التي لم يوجد لها إجابات حتى وقتنا هذا .